ITDestro on Nostr: ‏مساء الخير ... واحد من أبرز الاسئلة التي يتم ...

‏مساء الخير ...

واحد من أبرز الاسئلة التي يتم طرحها لكل من يسمع بماهية البتكوين هو لماذا البتكوين حصرا وهل يمكن عمل عملة تشابهها أو حتى أفضل منها طالما ان البروتوكول عبارة عن برمجيات .. أستطيع الانتظار وتبني عملة أخرى في البدايات واستفيد من صعودها ملايين المرات مثل البتكوين!.

الجواب ببساطة هو (لا) والتفكير بهذه الطريقة هو ما يستخدمه أصحاب المشاريع الرديئة للنصب على ضحاياهم على طريقة اللهث خلف السراب!

رغم أن المنطق التقني يؤكد أن أي شخص سيقوم بتطوير بروتوكول قائم على نظام برمجي جديد سيستفيد من جميع الاخطاء السابقة بالإضافة حتما لوجود أفكار جديدة وتقنيات أكثر حداثة بل لربما يقوم بعمل تصميم عملة أكثر ندرة (5 مليون عملة مثلا عوضا عن 21 مليون !) ولكن يغيب عن أصحاب هذه الفكرة الأمور التالية:

* الظروف المثالية:
إن بناء أي بروتوكول نقدي جديد يعتمد على شبكة لا مركزية ستواجه في بداياتها عشرات المصاعب فعلى سبيل المثال لا الحصر إمكانية تهكيرها واكتشاف اخطاءها وتدميرها فعلى الرغم من قوة شبكة البتكوين حاليا وعدم تسجيل حالة واحدة لاختراق ولكن تقنيا من المعروف أن من أهم نقاط ضعف البتكوين هو آلية إثبات العمل حيث يمكن العبث بها بسهولة في حالة تواجد 51% من الطاقة الحاسوبية إن خصصت للأغراض الخبيثة. فكر بها للحظة لو انتبهت الحكومات أو البنوك أو من له مصلحة مضادة لوجود البتكوين في بدايات تأسيس الشبكة في 2009م عندما كان مشغلي الشبكة لا يتجاوزون عدة أفراد بحواسيبهم الشخصية .. طاقة حاسوبية لأبسط داتاسنتر قادرة على تدمير سلسلة البلوكتشين وتلويثها بكتل خاطئة والقضاء على المشروع في المهد! ولكن لحسن الحظ أن المشروع لم يحظى بالانتباه الكافي إلا وقد تجاوزت الطاقة الحاسوبية للشبكة عددا و كما عشرات الالاف من الأجهزة مما يجعلها الشبكة الأقوى حاليا بالعالم باستهلاك طاقة يصل إلى 0.9% من مجموع الاستهلاك العالمي وبذلك يجعل تجربة هذه المحاولات من ضروب العبث!

هذه النقطة تحديدا يمكنك استثنائها في حالة بدئ اي مشروع جديد لأننا نعيش اليوم في عالم واع تماما لماهية البلوكتشين وتقريبا واجهت معظم المشاريع الاخرى حوادث اختراق وتهكير وتعطيل لا تعد ولا تحصى مما يحرمها من البداية الهادئة التي حظي بها البتكوين.

* التبني:
فكر للحظة .. هل بالضرورة أن كل الاختراعات المستخدمة حاليا على نطاق واسع هي بالضرورة الأفضل والأكثر كفاءة! بالتأكيد لا فعالمنا يزخر بالعديد من الاختراعات التي أثبت لاحقا أن هنالك بدائل أفضل ولكن تبنيها على نطاق واسع وعالمي جعلها معيارا تقوم على أساسه اقتصاديات وصناعات لا يمكن ببساطة التخلي عنها مهما كانت جودة البديل! فعلى سبيل المثال نعيش في عالم معتمد حاسوبيا على معمارية معالجات الـ i386 المخترعة قبل 40 عام (1985م) ورغم سلبياتها حاليا مثل استهلاك الطاقة مقارنة بمعماريات مثل ARM وغيرها لكن لا يمكن تغييرها حاليا ولا بالمستقبل القريب لاعتماد أنظمة التشغيل والبرمجيات وكل ما تتخيله في عالم الكمبيوتر عليها.

كذلك البتكوين ورغم نقاط القوة الكبيرة فيه بالمقارنة بغيره من المشاريع فكونها الأولى بالإضافة لتبني مئات الملايين لها حاليا يجعلها الأساس في عالم النقد المعتمد على خوارزميات التشفير!.

* الحظ:
نعم لم تخطئ بقرائتها .. واجه البتكوين منذ تأسيسه قبل 16 عام الكثير من المنعطفات والتحديات بالإضافة للأخطاء المرافقة لعملية التطوير من ثغرات أو تحسينات وصولا لقرارات مصيرية بخصوص تبني تعديلات على البروتوكول على أثرها دخلت أطراف كثيرة في صراعات بالمعنى الحرفي للكلمة .. وكان من الممكن ببساطة أن يكون نتيجتها جعل البتكوين مشروعا آخر .. باختصار البتكوين هو نتاج جهد بشري قابل للخطأ .. لكن لحسن الحظ أن انتهى به المطاف إلى ما وصل إليه اليوم! مع التأكيد أن هنالك تحديات كثيرة مازالت تواجه الشبكة أبسطها هو كيف نصل بالبتكوين ليكون قادرا على خدمة 8 مليار بشري كوسيط تبادل نقدي Medium of Exchange ليصبح في مرحلة ما هو النقد العالمي الأوحد!

للتأكيد على هذه النقطة يمكن ببساطة أن تبحث عن أحداث ما يسمى بـ (حرب حجم الكتلة Blocksize War) التي دارت بيت المطورين الاوائل بين عامي 2014-2017 ناهيك عن مثال آخر لبروتوكول الإيثيريوم عندما قرر مطوروه اعتماد آلية إثبات الحصة بدلا عن إثبات العمل والاثار الناتجة عن ذلك والتي خسفت ومازالت تخسف بقيمة الايثيريوم بحجج واهية مثل تسريع عمليات التحقق/المحافظة على البيئة بتقليل استهلاك الطاقة!

ونتيجة لكل ما ذكر أعلاه أكتسب البتكوين مكانته كنظام نقدي هو الأكثر مصداقية وثقة وأمان جاعلا كل ما عداه عبارة عن عملات رديئة Shitcoins لا تختلف بشكل أو بآخر عن مشاريع النقد الحكومي التي قام البتكوين ضدها من الأساس!

‎#بتكوين